الزيارة
لكنوز العرب زائرة 2من3
القصر الكبير
: مصطفى منيغ
البدايةُ إفْراغٌ
للمُقَرَّرِ (بعد تفكير يطول أو يقصر للمعنيين بها ، حول نقطة تخصّ مجالاً قد
يرتبط بالسياسة أو الاقتصاد أو الثقافة المجتمعيَّة) على التنفيذ السَّطحي بالكلام
التوضيحي كتوطئة ، أو الأساسي بالعمل المضيف أو المُغيِّر للواقع . البدايةُ ولوجٌ
لتجربة جديدة بالكامل مِن الإمكانات المُخصَّصة لذلك ، إن كانت صادرة عن نية حسنة ، مدروسة مواضيعها بعمق وعناية علمية واجتهاد يهدف
للزيادة في الخير بخير وليس النقصان منه ولو كان ضئيلاً ، أو مًحَضّرَة لتدشين در الرماد في العيون ، مهما كانت مسافات الانتفاع ،
الهادف لخدمة مَن بالدهاء السياسي ناجح ولو مؤقتاً حتى يضمنً مع اللاَّحق المخطَّط
له المُبْتَغَى النهائي لطموحاته ، البدايةُ إعلانٌ عن حدث آت في الطريق ، يعاين ردَّات الفعل بما تطرحه
من جديد لمواصلة قديم ، أو قديم مُلوَّن بجديد ، لسبب يتكشَّف بسرعة حالما
يطلع ضوء النهار لتعويض ظلام ليل ، إذ الوعي استحداث فوري لكل مقال عن أي موقف
صيغت محتوياته بعيداً عن المألوف استشارة وتحليلاً وتطابقا لعامل إبداء الرأي
الآخر الحر ، من طرف السيد الشعب مالك السيادة على محيطه بعد الخالق سبحانه وتعالى
. البدايةُ توضيحٌ لغموض ، أو لتعزيز غموض بغموض أغمض
منه غموضاً ، استعمالها من لدن السياسي المُحاول بسياسته الخاصة ، تسييس ما يتنافى
(ساعة الجد) والسياسة ، لجذور المتلقِّي الضاربة في الطبيعة البشرية ، الرافضة
الشر بكل معانيه الممكنة الفهم ، وما وراء هذا الفهم لمحدودية خرق العقل لفضاءات المجهول ، الموجودة لتذكير البشر بخطوط سوداء لا يمكن
التقرُّب منها بالأحرى تجاوزها .
... البداية أساس فَرَحٍ
أو انطلاق قَرَح ، يلطِّف جوها في كلتا الحالتين الصَّبر ، باستطلاع أسرع من سرعة
الصوت ، قادر على ضبطه واتخاذه دليلا الشعب ، وذاك أمر محسوم غير قابل للتَّراجع ،
فما طُبِّق إشهاراً لذاك اللقاء بالغناء الانجليزي كلاماً وإيقاعاً ولحناً ، وكأن
المملكة السعودية خالية من مبدعي الغناء ، لمدح المُحتفَى به بلسان لغة الضاد ، مُلحَّن
وفق مقامات عربية لها الباع الطويل في
التعبير عن التعاطف العاطفي ، لأقصى ما قد تتحمَّله أحاسيس إنسان يستفتي بها ضميره
، ليؤيد ما دام حق أو يرفض مادام باطل ،
وكأن الامارات مكتظة بقارعي الطبول بما يصدر عنها من ضوضاء يحجب ما يُهْمَسُ به في
أذني المُرحَّب به في تلك القاعة ، التي دخلت التاريخ بما أصبح شأن تلك الدويلة
يرقي ، ما دام صندوقها مملوء بالعملة الصعبة ، التي من الصعب صرفها كما جاء في
الشريعة الاسلامية السمحة . وما كان على قَطر العظمى بعظمة مداخلها من عطاء أرض
طالما اشتكت أنها مقبلة على تقليص مدخراتها لما يطول شرحه الآن ، ما كان عليها إلا
النظر بعيون الشفقة لعدم قدرة الولايات المتحدة الأمريكية وعن توفير طائرة في
مستوى مقام رئيسها ، فاشترت له طائرة من أحدث وأفخم وأكبر وأريح ما صُنِع فوق
الكرة الأرضية ، متناسية أن الدولة الأمريكية لا تتأثر بمثل الهدايا ، وقوانينها
الدستورية تنزه رؤساءها عن قبول مثل الهدايا المرتفعة التكلفة ، مقتصرة على
تسجيلها من ممتلكات الولايات المتحدة الأمريكية ، ولو فهم من نعنيهم لتمعنوا أن
ذاك الرئيس توجه للقاعدة العسكرية ليصافح أفراد قوته هناك ، بكلمةٍ ألقاها كمسؤول
يراعي أول ما يراعي واجباته حيال الشعب الذي انتخبه ، مادام عاملا لجلب اكبر ما يحقق رفاهية شعبه الواصل في عهده مكانة من القوة والازدهار غير
مسبوقة أبدا ، توجَّه للقاعدة العسكرية الأمريكية المشيَّدة على أرض قطر ، لينثر
من المعاني ما يجسِّم وجود أناس لم يعد يهمهم الوطن الذي يحكمونه ، أو ما يعانيه
من تقليص إمكانات حتى التعبير عن رأيه بحرية تغضب أو لا الآخرين ، وأنهم مستعدون
لتسخير هذا الوطن لخدمة الأقوياء ، للبقاء خلفهم يحكمون بما يحافظ على مصالحهم
وذويهم الضيقة لا غير .
... الزيارة التي
قام بها فخامة الرئيس الأميركي بما يصنعه من أجل وطنه لكل من المملكة السعودية والامارات و قطر ، تُعد
بداية نهاية شرق أوسطي عربي ، و تغييره (إلى حين) بشرق أوسطي أمريكي ، غير متضمن
لدول تُعتبر آخر أمل لعالم العروبة في تلك المنطقة ، ومنها جمهورية مصر العربية و
المملكة الأردنية والجمهورية اللبنانية والعراق وجمهورية السودان واليمن بعاصمته صنعاء
.(يتبع)
الجمعة 16 ماي سنة 2025
No hay comentarios:
Publicar un comentario